خروف العيد

خروف العيد</SPAN>
</SPAN>
كبش أقرن</SPAN>
يحمل على رأسه شجرة السنين</SPAN>
إذا مشى يتبختر</SPAN>
كأنه يزهو بشحمه الذي يسح عن بدنه سحا</SPAN>
يثغو</SPAN>
ولا ينقطع ثغاؤه</SPAN>
لعله أحس الوحشة</SPAN>
بعد أن انتزعه القدر من القطيع انتزاعا</SPAN>
أمامه من الكلأ الكثير</SPAN>
برسيم و علف</SPAN>
لكنه عافه</SPAN>
واسترسل يثغو</SPAN>
لقد انقبضت نفسه</SPAN>
وكانت تنبسط اليه من قبل</SPAN>
عرته كآبة من روحه</SPAN>
كأنما أدرك أنه آخر رزق له في حياته</SPAN>
وظهر على وجهه معنى الذبح قبل أن يذبح</SPAN>
فاصبح يمج اللعاب والرأي</SPAN>
أدرك أن الحيوان إذا جمع على نفسه هما واحدا</SPAN>
صار بهذا الهم انسانا تعسا شقيا</SPAN>
لكنه علم انه ذو فائدة</SPAN>
ينالها منه الانسان</SPAN>
وينال هو بدلا منه الشهادة</SPAN>
فكأنه يزدلف إلى الموت</SPAN>
فتراه كان يجتهد في الأكل ليسمن</SPAN>
لتكون شهادته كاملة</SPAN>
فيكون الثلث منه أوفر أجرا</SPAN>
انزاحت عن وجهه كأبة الحزن شيئا فشيئا لما سمع آذان الفجر</SPAN>
فجر يوم العيد</SPAN>
فاشتد ثغاؤه أكثر من ذي قبل</SPAN>
حتى اختلط على السامع أي ثغاء هو</SPAN>
كأنما الشمعة إذا بلغت قاعها تراها تشتد في الاشتعال </SPAN>
ثم تخبو فجأة</SPAN>
مكث ثغاؤه يملأ آذان الصغار</SPAN>
حتى ارتفعت الشمس قيد رمح</SPAN>
ثم ساحت دماؤه على الأرض