إب ... قلب اليمن الأخضر
doPoem(0)
|
هي الخضراء فاسأل عن رباهايخبـرك اليقيـن المخبرونـا |
|
لا تغمض عينك وأنت ذاهب إلى إب، فقد تفقد إحدى الحلقات من السلسلة الجبلية المغطاة بالخضرة و الجمال وأنت سائر في طريقك إليها، إنك في إب، المنطقة التي تحول عينك إلى غابة خضراء و أشياء من جمال لا ينسى، فهذه المدينة المكسوة بالاخضرار تتمدد على مساحة من الأراضي وتفترشها الأشجار والحصون والقلاع والمدن الجبلية، وتلتحف بالسحب ويغمرها المطر الذي لاتنقطع زيارته عنها معظم أشهر السنة
إب .. قلب اليمن الأخضر، الذي لا يتوقف عن العمل و الحياة، هنا مدن ازدهرت وكتبت فصولا من تاريخ مضى يحلم اليمنيين بأن يعود، هنا سكنت أروى بنت أحمد الصليحي وحكمت من قصرها الفخم كل أرجاء اليمن، وهنا كانت ظفار عاصمة الدولة الحميرية التي سادة لزمن ثم بادت
النجد الأحمر، يريم ، جبلة ، العدين ، الشعر وذي السلفال مناطق إبية تشمخ بإباء وكبرياء، و أهل المنطقة يعظمون تاريخ الملكة أروى والدولة الصليحية
- وللعلم هذه الدولة الصليحية هي دولة إسماعيلية باطنية تدين بالولاء لدولة الرافضة في ذلك الزمن الدولة الفاطمية - ولها مسجد في جبلة وبه قبر لها أعدته قبل موتها ويزوره من يعتنق مذهبها
لذا فإن محافظة إب تعتبر من أهم المحطات التاريخية التي تحكي قصة تاريخ اليمن قبل الميلاد وما بعده وفي عصور الدولة الإسلامية، فقد كانت عاصمة الدولة الحميرية مثلما كانت عاصمة الدولة الصليحية
عندما تذهب إلى إب في أي وقت تجدها فاتحة أذرعها ومدنها الخضراء تحتضنك كطفل صغير يدهش لهذا التناغم الهائل بين الإنسان والطبيعة، على الرغم من أن الإنسان بدأ يتمرد على الطبيعة، بعد أن غمر مساحاتها الخضراء بقوالب الأسمنت المسلح والمباني المبعثرة على قمم الجبال دون ترتيب
المناظر المحيطة بالطريق بحزام أخضر تجعلك تنسى المخاطر التي يمكن أن تبرز لأي راكب في طريق يتلوى كالثعبان وأنت تقصد مدينة إب وجبلة وذي السفال والعدين وما وراء العدين ، قبل أن تلامس أطراف مدينة تعز، حيث تبقى هذه المناطق من أجمل المناطق الساحرة التي لايمكن لعين تتكحلها أن تنساها
مسيرة تاريخية حافلة: إب اسم لمدينة يمنية سميت باسمها محافظة إب بالكامل وهي تقع على بعد 193 كم من جنوب العاصمة صنعاء ومعنى الاسم في معاجم اللغة العربية يدل على المكان كثير المرعى الذي لم يزرعه الإنسان مما تأكله الدواب والأنعام وتعني بذلك المكان الذي تنبت فيه النباتات والحشائش اعتماداً على المطر دون تدخل الإنسان في السقي فالأبُّ بفتح الهمزة المكان كثير الرعي وتذكر المعاجم أن (الفاكهة للناس والأبُّ للدواب ) توضيحاً لما جاء في الآية الكريمة وفاكهة وأبا (سورة عبس الآية 31 )
وتدل تسمية المحافظة على الغنى الزراعي وتوفر مياه الأمطار, الأمر الذي يجعل المرعى متوفراً طوال السنة باختلاف الفصول ناهيك عما يزرعه الإنسان من المحاصيل الزراعية ذات المردود الاقتصادي وفي مقدمتها الحبوب والخضروات بالإضافة إلى الأشجار المثمرة
ويذكر بأن اليونان سموا اليمن باسم اليمن السعيد (ارابيا فلكس) بفضل خضرة لواء إب المذكور
التسلسل التاريخي: وفرت العوامل الطبيعية والظروف المناخية التي تميزت بها محافظة إب منذ عصور ما قبل التاريخ بتفرعاتها المختلفة عوامل استقرار الإنسان منذ فجر التاريخ الباكر, بالإضافة إلى نشوء المدينة في العصور التاريخية، الأمر الذي أدى إلى الازدهار الحضاري عبر العصور، فقد أثبتت الدراسات الأثرية أن الإنسان اليمني قد عاش في محافظة إب من عصور ما قبل التاريخ بتفرعاتها المختلفة إذا عثر على الأدوات الحجرية التي كان يستخدمها ذلك الإنسان في عدد من المناطق وخاصة تلك التي تقع على ضفاف الأودية القديمة على ضفاف وادي بنا وبعض مناطق العدين، ودلت تلك الأدوات على صناعة متقدمة من خلال استخدام تقنيات مختلفة ورقي حضاري وصل إليه الإنسان اليمني يضاهي ما وصل إليه الإنسان في الحضارات الأخرى
وفي العصر التاريخي الذي يبدأ في الألف الأول قبل الميلاد وظهرت فيه الممالك اليمنية القديمة كانت محافظة إب على موعد مع الازدهار الحضاري حيث كانت عدد من مناطقها ومديرياتها أماكن للاستقرار السكني وتحت سلطة ونفوذ الممالك القوية كما هو حال منطقة العود وما جاورها التي كانت تتبع مملكة قتبان
وكانت ضفتا مجرى وادي بنا مكاناً مناسباً لاستقرار عدد من القبائل التي لعبت دوراً في تاريخ اليمن القديم وخاصة ما عرف بتجمع قبائل حمير التي كانت الأساس الذي شكل مملكة سبأ وذي ريدان
ويعتبر العام 115 قبل الميلاد تاريخاً مهماً وفاصلا للمحافظة حيث ظهر الحميريون قوة سياسية فعَالة في الساحة اليمنية وبدأت تؤرخ بتاريخ خاص بها إعلاناً بظهورها واتخذت من منطقة ظفار يريم عاصمة لها ومن قصر ريدان مقراً للحكم، وما لبثت أن مدت نفوذها على أغلب مناطق المحافظة مثل يريم ومذيخيرة ومناطق بعدان والشعر و وراف وقد أطلق الحميريون على أنفسهم لقب ملوك سبأ وذي ريدان على اعتبار أنهم سبئيون في الأصل، وبدأوا بذلك عصراً جديداً من عصور تاريخ اليمن قبل الإسلام سمي بعصر ملوك سبأ وذي ريدان وأصبحت تلك التسمية لقباً للملوك الذين حكموا في ظفار يريم ومأرب على حد سواء
وينسب إلى ملوك سبأ وذي ريدان من الحميريين عدداً من الإنجازات الحضارية والسياسية الهامة في تاريخ اليمن القديم وفي مقدمتها إعادة توحيد اليمن في كيان سياسي واحد، حيث ظهر منهم ملوك مشهورون بذلوا جهوداً كبيرة إزاءها ومنهم الملكان شمر يهرعش وياسر يهنعم وقد انتهى في عهد هذا الملك الأخير التنافس الحميري السبئي في القرن الثالث الميلادي بوصوله إلى مأرب مع ولده الملك شمر يهرعش وبداية توحيد اليمن في كيان سياسي واحد وذلك نهاية القرن الثالث الميلادي
المدينة القديمة :تقع مدينة إب القديمة على ربوة يطل عليها من الشرق سفح ريمان من جبل بعدان، تحيط بمدينة إب القديمة جبال مهمة وهي جبل بعدان الشامخ الذي يظللها من جهة الشرق وجبل التعكر الذي يفصله عنها وادي ميتم من جهة الجنوب وجبل المسواد من جهة الجنوب الشرقي بين بعدان والتعكر
مناخ رائع: تمتاز بلاد اليمن بأنها هضبة عالية نشأت في الأصل عن انكسار البحر الأحمر وارتفاع حافتيه في بلاد العرب من جهة، وفي الحبشة وشمال شرق إفريقية من جهة أخرى، وكان الارتفاع ظاهراً في بلاد اليمن بصفة خاصة، الأمر الذي أدى إلى زيادة الأمطار الموسمية الصيفية التي تزيد في بعض جهات الهضبة، واليمن يمتاز بأن معظم صخوره من المواد البركانية التي تفتت بفعل العوامل الجوية والأمطار فكونت تربة صالحة للزرع والإنبات، كما أنها صالحة للاحتفاظ بالرطوبة
تتمتع مدينة إب بمناخ معتدل صيفاً وشتاءً وتتساقط فيها الأمطار صيفاً بعد الظهر أو في المساء، ولذلك يكون هواؤها لطيفاً ومياهها عذبه وتربتها جيده, تكسو منطقتها المراعي الخضراء صيفاً، ولذلك يطلق على محافظة إب اللواء الأخضر
يقدر معدل نزول المطر في إب سنوياً بحوالي (392 مم) ، يريم (469مم) سماره (865مم)
تنوع تضاريسي:تتنوع التضاريس الجغرافية في محافظة إب إذ ينقسم إلى قسمين رئيسيين هما : السهول والأودية ، وتشغل مساحات كبيرة على المستوى الكلي للمحافظة وتصب غالبية هذه الأودية في سهل تهامة غربا فيما تصب الأودية الواقعة شرق المحافظة في مياه خليج عدن، ولعل أهم الأودية في محافظة إب : وادي الدور، وادي بنا، وادي عنة، وادي ميتم
كما تضم المحافظة كثيرا من الأودية الفرعية كأودية جبلة، أودية جبل بعدان، أودية صهبان والسبرة، وادي نخلان
المرتفعات الجبلية:وتشكلها سلسلة من المرتفعات الجبلية وتظهر في مستويين هما:-
1-
المرتفعات الشمالية والمرتفعات الشرقية وتشمل جبال يريم بني مسلم، جبال ظفار، جبال شخب عمار، وجبل المنار،
جبل بعدان وجبل حبيش،
جبل مشورة، جبل الخضراء، وجبال صهبان، جبال العود، ثم جبال صباح، وجبال مريس
2-
المرتفعات الجنوبية الغربية وتضم جبال العدين التي تقع في الجهة الغربية من محافظة إب وأشهرها جبال بني عواض، وجبال لبني مليك، جبال الشهاري، وجبال المذيخرة وحمير والأشعوب وجبل قرعد وهي سلسلة من جبال التعكر, والعنسيين وتكون هذه الجبال عموداً فاصلا ً بين وادي نخلة ووادي عنة
جبل بعدان:شلالات جبل بعدان وهي بالقرب من السكن حيث الصورة الأخيرة بداية الجبل وقد التقطت من غرفة الفندق حيث حجز لنا الأخوان أبو عبد الإله و أبو مهدي في فندق تاج إب وهو ينقسم إلى جزأين المطل على مدينة إب وقد خصص للعوائل وهو أجنحة والمطل على الشارع غرف وقد خصص للعزاب وكان سعر الغرفة بسريرين 5000 ريال يمني حوالي 95 ريال سعودي
قال الأعشى الشاعر الجاهلي المعروف بأعشى همدان:doPoem(0)
|
ألم تر أني جلت مابين مأربإلى عدن فالشام والشام عائـد |
وذا فائش قد زرت في متمتـعمن النيق فيه للوعود مـوارد |
ببعدان أو ريمان أو رأس سلبةشفاء لمن يشكو التمـام بـارد |
|
قدم له الثعالبي (
رحلة الثعالبي عام 1924م) وصفاً بالقول:
((يوجد فوق مدينة إب إلى جهة الشرق جبل نضر خصب أسمه جبل بعدان، والخضرة لا تفارقه طول السنة بسبب كثرة ما فيه من المياه والعيون وما ينزل من الأمطار، تزرع فيه أصناف الحبوب والبقول من قمح وشعير وذرة وعدس وفول وحمص ودُخن وجلجلان وخشاش وبصل وثوم وبطاطس وهندباء وطماطم وفلفل وباذنجان وكراث ونحو ذلك ويغرس فيه من أشجار الفواكه الرمان والتين والاترج والتين الشوكي والبن والورس ومن الزهور الورد والياسمين والقرنفل وغير ذلك مما هو معروف في المناطق الباردة والحارة بسبب اعتداله وكثرة مياهه))
وكان لنا مع الجبل وقفة في هذا المكان الجميل المطل على مدينة إب فالمكان و الجو مغريان والشباب محتاجين للراحة بعد رحلة استكشافية في ربوع إب منذ الصباح الباكر ودلة قهوة وبراد شاهي في مكان مثل هيك وصحبة أبو عبد الإله وأبو ريتال وأبو الحارث ولا أررررررروع
وقرب العصر بدأت السحب الممطرة بالتكون منذرة لنا بالمغادرة
جبل ربي:نشاهد الطريق إلى صنعاء من فوق قمة جبل ربي
وفي إب الحديثة هناك العديد من المتنزهات الجميلة منها جبل ربي وهو منتجع سياحي جميل بني فيه منتزه ويقع فوق قمته مطعم حضرموت
جبل مشورة:شاليهات حديقة الوحدة فوق قمة جبل مشورة
ومنتزه مشورة ويقع على ضواحي إب من الجهة الغربية ويتميز هذا المنتزه بإطلالته على وادي الدور والمدرجات الزراعية على سفوح الجبال ويعتبر منتزه مشورة من أجمل المناطق الطبيعية ذات المقومات السياحية به العاب ملاهي ومطل
جبل سُمارة (جبل صيد)بدأنا الصعود إلى جبل صيد وعبر الطريق التي تلتوي على الجبل كالأفعى تضيق تارة وتنبسط أخرى فتعكس منظراً من الجمال المهيب تتداخل فيه لواعج الرغبة والرهبة معاً حتى إن المرء يصل إلى مشاهد دراماتيكية تخطف الأنفاس في معظم أجزاء الطريق التي تثير الإعجاب بقاماتها السامقة وتتطاول بارتفاعها نحو السماء حتى ندرك أننا لسنا ببعيدين كثيراً عن تلك السحب البيضاء
كان المنظر ممتعاً للغاية فرض علينا التوقف للاستمتاع بروعة المكان.. كيف لا وخضرته تأسر القلوب ونسمات الهواء العليل تداعب وجوهنا وتدغدغ مشاعرنا؟؟ انه حقل قتاب قي بلاد يريم لواء إب، وينطق به كتاب بالكاف بدلاً عن القاف
تقع قلعة سٌمارة في أعلى قمة جبل صيد، ونظرا لضيق القت لم نتمكن من التجول داخلها واكتفينا بهذه اللقطات من الطريق، وقد شيدت في ذلك الموقع الاستراتيجي الهام الذي مكنها من القيام بأدوار هامة سواء خلال فترات الحروب أو السلم، إنها حصن سياحي بنيت بهدف الحماية والسيطرة قديماً فيما هي اليوم تحفة أثرية